حلب – تشرين الأول/أكتوبر 2025
إعداد التقرير: منظمة حقوق الإنسان في سوريا - ماف
تشهد الأحياء الكردية في مدينة حلب، مثل الشيخ مقصود والأشرفية، تصاعدًا في التوتر الأمني والقصف المتقطع من الأطراف المتاخمة التي تسيطر عليها فصائل مدعومة من قوى خارجية، ما يجعل حياة آلاف المدنيين عرضة لخطر دائم، ويزيد من حالة القلق وعدم الاستقرار في واحدة من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان في الشمال السوري.
تشهد الأحياء الكردية في مدينة حلب، مثل الشيخ مقصود والأشرفية، تصاعدًا في التوتر الأمني والقصف المتقطع من الأطراف المتاخمة التي تسيطر عليها فصائل مدعومة من قوى خارجية، ما يجعل حياة آلاف المدنيين عرضة لخطر دائم، ويزيد من حالة القلق وعدم الاستقرار في واحدة من أكثر المناطق اكتظاظًا بالسكان في الشمال السوري.
تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية
وفقًا لمصادر محلية وشهادات سكان جمعها فريق من المراقبين الميدانيين، تعرضت الأحياء الكردية خلال الأسابيع الأخيرة إلى قصف مدفعي متكرر استهدف مناطق سكنية ومرافق خدمية، منها مدرسة ومستوصف طبي في حي الشيخ مقصود، ما أسفر عن سقوط ضحايا بين المدنيين بينهم نساء وأطفال.
كما أدت هذه الهجمات إلى نزوح عشرات العائلات نحو أحياء أكثر أمانًا داخل المدينة أو إلى مناطق ريف حلب الشمالي.
استهداف متكرر للبنية التحتية
القصف المتقطع تسبب أيضًا بأضرار واسعة في شبكات الكهرباء والمياه، ما جعل آلاف الأسر تعيش في ظروف إنسانية قاسية.
كما أشارت تقارير ميدانية إلى أن المخابز ومراكز توزيع المواد الغذائية في الأحياء الكردية باتت تعمل بشكل متقطع بسبب صعوبة إدخال الوقود والطحين من المعابر التي تتحكم بها القوات الحكومية.
المدنيون في مرمى النيران
يعيش المدنيون الكرد في حالة خوف دائم نتيجة استمرار القنص والاشتباكات المتقطعة على أطراف الشيخ مقصود والأشرفية، فيما تفيد شهادات السكان أن القذائف غالبًا ما تسقط دون إنذار في الأسواق والشوارع الحيوية.
وأفاد ناشط حقوقي من الحي بأن “المدنيين باتوا محاصرين بين خطوط التماس، لا حماية ولا ضمانات من أي طرف، فيما تتكرر الانتهاكات دون مساءلة.”
موقف المنظمات الحقوقية
منظمات حقوق الإنسان السورية والدولية، ومن بينها الشبكة السورية لحقوق الإنسان (SNHR) ومنظمة العفو الدولية (Amnesty)، أعربت في بياناتها الأخيرة عن قلقها العميق من استمرار استهداف الأحياء الكردية، معتبرة أن ذلك يشكل خرقًا واضحًا للقانون الإنساني الدولي، خصوصًا المواد التي تحظر استهداف المدنيين والبنية المدنية أثناء النزاعات.
كما دعت المنظمات إلى ضمان ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات وإجلاء الجرحى، وفتح تحقيقات مستقلة حول الانتهاكات المتكررة التي تطال الأحياء الكردية منذ أكثر من عام.
أزمة إنسانية متفاقمة
يقدَّر عدد السكان المقيمين حاليًا في الأحياء الكردية بنحو 90 ألف مدني، أغلبهم من النازحين داخليًا الذين فرّوا من مناطق أخرى في الشمال السوري.
ويقول ممثلو لجان المجتمع المحلي إن الوضع الإنساني بلغ مرحلة حرجة نتيجة الحصار الجزئي المفروض على المنطقة وارتفاع أسعار المواد الغذائية وفقدان الأدوية الأساسية.
دعوات إلى تحرك دولي عاجل
تحذر منظمات المجتمع المدني الكردية في سوريا من أن استمرار استهداف هذه الأحياء قد يؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة في المدينة، خاصة في ظل صمت المجتمع الدولي وغياب أي آلية حماية فعّالة للمدنيين.
وطالبت مؤسسة الجيوستراتيجي للمجتمع المدني الكوردي ومنظمات محلية أخرى المجتمع الدولي بـ:
الضغط على جميع الأطراف لوقف استهداف المدنيين فورًا.
إرسال بعثة مراقبة أممية إلى أحياء حلب الكردية لتوثيق الانتهاكات.
تسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط.
الخلاصة
يشكل استمرار تهديد الأحياء الكردية في حلب تحديًا خطيرًا للأمن المدني ولجهود الاستقرار في سوريا، ويكشف مجددًا هشاشة الوضع الأمني وغياب الحماية القانونية للسكان المحليين.
إنّ الصمت الدولي إزاء ما يجري في الشيخ مقصود والأشرفية يفتح الباب أمام مزيد من الانتهاكات، ويضع مسؤولية كبيرة على المنظمات الحقوقية والإعلامية لمواصلة التوثيق والضغط من أجل حماية المدنيين الكرد في المدينة.
